فإن قيل: فقد قال في الحديث: «ويقبض أصابعه ويبسطها» وهذه حقيقة الجارحة؟ قلنا: هذا مذهب المجسمة من اليهود والحشوية.

والله تعالى متعال عن ذلك وإنما المعنى حكاية الصاحب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقبض أصابعه ويبسطها وليس معنى اليد في الصفات بمعنى الجارحة حتى يتوهم بثبوتها ثبوت الأصابع، فدل على أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي كان يقبض أصابعه ويبسطها.

قال الخطابي وذكر الأصابع لم يوجد في شيء من الكتاب والسنة المقطوع بصحتهما.

فإن قيل: فقد ورد ذكر الأصابع في غير ما حديث فما جوابكم عنه؟ فقد روى البخاري ومسلم قال: أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم أبلغك أن الله تعالى يحمل السموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على أصبع، والخلائق على أصبع؟ فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بدت نواجذه فأنزل الله عز وجل {وما قدروا الله حق قدره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015