وقوله: «منه خلق ومنه يركب» أي أول ما خلق من الإنسان هو ثم إن الله تعالى يبقيه إلى أن يركب الخلق منه تارة أخرى.
باب لا تأكل الأرض أجساد الأنبياء ولا الشهداء.
وأنهم أحياء
قال الله تعالى: {بل أحياء عند ربهم يرزقون} ولذلك لا يغسلون ولا يصلى عليهم.
ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة في شهداء أحد وغيرهم، ليس هذا موضع ذكرها.
مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين تم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما، وكان قبرهما مما يلى السيل وكان في قبر واحد، وهما ممن استشهد يوم أحد فخفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.
قال أبو عمر: هذا حديث لم يختلف عن مالك في انقطاعه وهو حديث يتصل من وجوه صحاح عن جابر.
قال المؤلف رضي الله عنه: وهكذا حكم من تقدمنا من الأمم ممن قتل شهيداً في سبيل الله أو قتل على الحق كأنبيائهم،