وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً: «ثم يؤمر به يعني الكافر فيضيق عليه قبره ويرسل عليه حيات كأمثال أعناق البخت فتأكل لحمه حتى لا تذر على عظمه لحماً وترسل عليه ملائكة صم عمي يضربونه بفطاطيس» الحديث وقد تقدم.
فصل: لا تظن ـ رحمك الله ـ أن هذا معارض للحديث المرفوع: «أنه يسلط على الكافر أعمى أصم» فإن أحوال الكفار تختلف.
فمنهم من يتولى عقوبته واحد.
ومنهم من يتولى عقوبته جماعة.
وكذلك لا تناقض بين هذا وبين أكل الحيات لحمه، فإنه يمكن أن يتردد بين هذين العذابين كما قال تعالى: {هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن} فمرة يطعمون الزقوم، وأخرى يسقون الحميم ومرة يعرضون على النار، وأخرى على الزمهرير.
أجارنا الله من عذاب القبر، ومن عذاب النار برحمته وكرامته.
وآخر يفرش له لوحان من نار.
وآخر يقال له: نم نومة المنهوس.
كما أخرجه علي بن معبد عن أبي حازم عن أبي هريرة موقوفاً قال: «إذا وضع الميت في قبره أتاه آت من ربه فيقول له: من ربك؟ فإن كان من أهل التثبيت ثبت.
وقال: الله