والأوزار، واستنقذني من النار، وأسكنني دار القرار بجوار محمد المختار، فإذا رأيت بناتي فأعلمهن بأمري وما كان من قصتي ليزول عنهن روعهن ويفارقهن حزنهن، وتعلمهن إني قد صرت إلى جنات وحور ومسك وكافور وعندي غلمان وسرور، وقد عفا عني العزيز الغفور.

قال الحارث: فاسيقظت فرحاً مسروراً لما رأيت وسمعت، ثم مضيت إلى داري وبت ليلتي، فما أصبحت أتيت القبر فوجدتهن حافيات الأقدام فسلمت عليهن وقلت لهن: أبشرن فقد رأيت أباكن في خير عظيم وملك مقيم، وقد أعلمني أن الله تعالى أجاب دعاءكن ولم يخيب مسعاكن، وقد وهب لكن أباكن فاشكرنه على ما أولاكن.

قال: فقالت الصغرى: اللهم يا مؤنس القلوب ويا ساتر العيوب ويا كاشف الكروب ويا غافر الذنوب ويا عالم الغيوب ويا مبلغ الأمل المطلوب، قد علمت ما كان من مسألتي ورغبتي واعتذاري في خلوتي واستقالتي من ذلتي وتنصلي من خطيئتي، وأنت اللهم تعلم همتي والمطلع على نيتي والعالم بطويتي ومالك رقبتي والآخذ بناصيتي وغايتي في طلبتي، ورجائي عند شدتي، ومؤنسي في وحدتي، وراحم عبرتي، ومقيل عثرتي، ومجيب دعوتي، فإن كنت قصرت عما أمرتني وركبت إلى ما عنه نهيتني فبحلمك حملتني وبسترك سترتني، فبأي لسان أذكرك وعلى أي نعمك أشكرك ضاق بكثرتها ذرعي، فيا أكرم الأكرمين ومنتهى غاية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015