المضغة كان عنه التصوير والتشكيل بقدرة الله تعالى وخلقه واختراعه.
ألا تراه سبحانه وتعالى قد أضاف إليه الخلقة الحقيقية وقطع عنها نسب جميع الخليقة.
فقال تعالى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} إلى غير ذلك من الآيات مع ما دلت عليه قاطعات البراهين إذ لا خالق لشيء من المخلوقات إلا رب العالمين.
وهكذا القول في قوله: «ثم يرسل الملك فينفخ ففيه الروح» أي أن النفخ فيه سبب يخلق الله فيه الروح والحياة.
وكذلك القول في سائر الأسباب المعتادة فإنه بإحداث الله تعالى لا بغيره فتأمل ذلك.
هذا هو الأصل وتمسك به ففيه النجاة من مذاهب أهل الضلال والقائلين بالطبائع وغيرهم، وأن الله هو القابض لأرواح جميع الخلق على الصحيح، وأن ملك الموت وأعوانه وسائط.
وقد سئل مالك بن أنس عن البراغيث أملك الموت يقبض أرواحها؟ فأطرق ملياً ثم قال: ألها نفس؟ قال: نعم.
قال: ملك الموت يقبض أرواحها {الله يتوفى الأنفس حين موتها} .
وفي الخبر: أن ملك الموت وملك الحياة تناظرا فقال ملك الموت: