أيديهم} أي بالعذاب {أخرجوا أنفسكم} إلى قوله {يستكبرون} .
وقد زادت السنة هذا النوع بياناً على ما يأتي.
فصل: إن قال قائل: كيف الجمع بين هذه الآي وكيف يقبض ملك الموت في زمن واحد أرواح من يموت بالمشرق والمغرب؟ قيل له: اعلم أن التوفي مأخوذ من توفيت الدين واستوفيته إذا قبضته ولم يدع منه شيئاً، فتارة يضاف إلى ملك الموت لمباشرته ذلك، وتارة إلى أعوانه من الملائكة، لأنهم قد يتولون ذلك أيضاً، وتارة إلى الله تعالى وهو المتوفي على الحقيقة كما قال عز وجل {الله يتوفى الأنفس حين موتها} وقال: {وهو الذي أحياكم ثم يميتكم} وقال: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم} فكل مأمور من الملائكة فإنما يفعل ما يفعل بأمره.
وقال الكلبي: يقبض ملك الموت الروح من الجسد، ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة إن كان مؤمناً، وإلى ملائكة العذاب إن كان كافراً، وهذا المعنى منصوص في حديث البراء، وسيأتي.
وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن ملك الموت ليهيب بالأروح كما يهيب أحدكم بفلوه أو فصيله ألا هلم ألا هلم» ، يهيب: يدعو.
يقال: أهاب