وقال سفيان: [قبل الشام خلقه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض مفتوحاً يعين التوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه] قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وذكر أبو إسحاق الثعلبي وغيره من المفسرين في حديث فيه طول، «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه: أن الشمس تحبس على الناس حتى تكثر المعاصي في الأرض ويذهب المعروف فلا يأمر به أحد، ويفشو المنكر فلا ينهى عنه أحد مقدار ليلة تحت العرش كلما سجدت واستأذنت ربها عز وجل من أين تطلع لم يحر إليها جواب، حتى يوافيها القمر فيسجد معها ويستأذن من أين يطلع فلا يجر إليه جواب، حتى يجلسا مقدار ثلاث ليالي للشمس وليلتين للقمر، فلا يعرف ما طول تلك الليلة إلا المتهجدون في الأرض، وهم يومئذ عصابة قليلة في كل بلدة من بلاد المسلمين، فإذا تم لهما مقدار ثلاث ليال أرسل الله تعالى إليهما جبريل عليه السلام، فيقول: إن الرب سبحانه وتعالى يأمركما أن ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا منه، وأنه لا ضوء لكما عندنا ولا نور فيطلعان من مغاربهما أسودين لا ضوء للشمس ولا نور للقمر مثلهما في كسوفهما قبل ذلك، فذلك قوله تعالى {وجمع الشمس والقمر} وقوله {إذا الشمس كورت} فيرتفعان كذلك مثل البعيرين والفرسين، فإذا ما بلغ الشمس والقمر سرة السماء وهي نصفها جاءهما جبريل فأخذ بقرونها وردهما إلى المغرب فلا يغربهما من مغاربهما، ولكن يغربهما من باب التوبة، ثم يرد المصراعين ثم يلتئم بينهما فيصير كأنه لم يكن بينهما صدع، فإذا أغلق باب التوبة لم يقبل لعبد بعد ذلك توبة ولم تنفعه حسنة يعملها من كان قبل ذلك محسناً، فإنه يجري عليه ما كان عليه قبل ذلك اليوم، فذلك قوله