عليه ويدفن حيث دفن الأنبياء الذين أمه مريم من نسلهم وهي الأرض المقدسة، فينشر إذا نشر معهم، فهذا سبب إنزاله غير أنه يتفق في تلك الأيام من بلوغ الدجال باب لد.
هذا ما وردت به الأخبار فإذا اتفق ذلك وكان الدجال قد بلغ من فتنته أنه ادعى الربوبية ولم ينتصب لقتاله أحد من المؤمنين لقلتهم كان هو أحق بالتوجه إليه ويجري قتله على يديه إذ كان ممن اصطفاه الله لرسالته، وأنزل عليه كتابه وجعله وأمه آية، فعلى هذا الوجه يكون الأمر بإنزاله لا أنه ينزل لقتال الدجال قصداً.
والوجه الثالث: أنه وجد في الإنجيل فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم حسب ما قال وقوله الحق {ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل} فدعا الله عز وجل أن يجعله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله تعالى دعاءه ورفعه إلى السماء إلى أن ينزله آخر الزمان مجدداً لما درس من دين الإسلام دين محمد عليه الصلاة والسلام فوافق خروج الدجال فقتله.
ولا يبد على هذا أن يقال: إن قتاله للدجال يجوز أن يكون من حيث إنه إذا حصل بين ظهراني الناس وهم مفتونون قد عم فرض الجهاد أعيانهم وهو أحدهم لزمه من هذا الفرض ما يلزم غيره، فذلك يقوم به وذلك داخل في اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق.
واختلف حيث يدفن فقيل: بالأرض المقدسة ذكره الحليمي.
وقيل: يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكرناه في الأخبار.