يشب، وقد حدثكم أهل الكتاب بدلوا كلام الله وغيروه، وقد كتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم.
قال ابن دحية رضي الله عنه: وكيف يؤمن من خان الله وكذب عليه وكفر واستكبر وفجر.
وأما حديث الدابة فقد نطق بخروجها القرآن ووجب التصديق بها والإيمان.
قال الله تعالى {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} وكنت بالأندلس قد قرأت أكثر من كتب المقرئ الفاضل أبي عمر عثمان بن سعيد بن عثمان توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة فمن تأليفه: كتاب السنن الواردة بالفتن وغوائلها والأزمنة وفسادها والساعة وأشراطها، وهو مجلد مزج فيه الصحيح بالسقيم، ولم يفرق فيه بين نسر وظلم، وأتى بالموضوع وأعرض عما ثبت من الصحيح المسموع، فذكر الدابة في الباب الذي نصه باب ما روي أن الوقعة التي تكون بالزوراء وما يتصل بها من الوقائع والآيات والملاحم والطوام، وأسند ذلك «عن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن ربعي بن خداش، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون وقيعة بالزوراء قالوا يا رسول الله وما الزوراء؟ قال: مدينة بالمشرق بين أنهارها يسكنها شرار خلق الله وجبابرة من أمتي تعذب بأربعة أصناف من العذاب.