قال الشيخ المؤلف رحمه الله: هذا مقوله في زمانه فكيف في زماننا هذا الذي يرى فيه الإنسان مكباً على الظلم حريصاً عليه لا يقلع والبحة في يده زاعماً أنه يستغفر من ذنبه وذلك استهزاء منه واستخفاف.

وهو ممن اتخذ آيات الله هزؤا وفي التنزيل {ولا تتخذوا آيات الله هزواً} .

وروي عن علي رضي الله عنه أنه رأى رجلاً قد فرغ من صلاته وقال: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك سريعاً فقال له: يا هذا إن سرعة اللسان بالاستغفار توبة الكذابين وتوبتك تحتاج إلى توبة.

قال يا أمير المؤمنين: وما التوبة؟ قال: إسم يقع على ستة معان: على الماضي من الذنوب، الندامة ولتضييع الفرائض الإعادة، ورد المظالم إلى أهلها، وإئاب النفس في الطاعة كما أذابتها في المعصية، وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية، وأن تزين نفسك في طاعة الله كما زينتها في معصية الله، والبكاء بدل كل ضحك ضحكته.

وقال أبو بكر الوراق: التوبة أن تكون نصوحاً.

وهو أن تضيق عليك الأرض بما رحبت، وتضيق عليك نفسك كالثلاثة الذين خلفوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015