فرسه وأخذ سلاحه واتّبعه حتى أدركه بوادي السباع، وهو على سبعة أميال من البصرة، وقد نزل الزبير يصلّي، فلما دنا ابن جرموز قال له الزبير: وراءك.

فقال: إنما بعثني من ورائي لأسألك عمّا صنع القوم، فقال: تركتهم يضرب بعضهم وجه بعض بالسيف. قال ابن جرموز: فقلت في نفسي جاء هذا من الحجاز فضرب بعضنا ببعض، وألقى بيننا الشرّ ثم ينجو سالما؟! كلّا وربّ الكعبة. وأراد الزبير الصلاة فقال: إني أريد الصلاة فتأخّر عنّي أصلّ، فقال:

أنت آمن فصلّ. فلما افتتح الصلاة طعنه في جربّان درعه فقتله، فقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت تحت الزبير: [من الكامل]

غدر ابن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وكان غير معرّد

يا عمرو لو نبّهته لوجدته ... لا طائشا رعش السنان ولا اليد

[عضل والقارة]

«58» - ومن الغدر الشنيع ما فعلته عضل والقارة. قال قتادة: قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة، فقالوا: يا رسول الله إنّ فينا إسلاما وخيرا، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقّهونا في الدين، ويقرئونا القرآن، ويعلّمونا شرائع الإسلام. فبعث معهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم ستة نفر من أصحابه: مرثد بن أبي مرثد الغنويّ، وخالد بن البكر [1] حليف بني عديّ بن كعب، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخا بني عمرو بن عوف، وخبيب بن عديّ أخا بني جحجبا بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنّة أخا بني بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليفا لبني ظفر من بليّ، وأمّر عليهم مرثد بن أبي مرثد. فخرجوا مع القوم حتى إذا كانوا على الرجيع، ماء لبني هذيل بناحية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015