يوم ويضربه خمسة عشر سوطا حتى صار جسمه كالقرحة. فأحضره يوما ليضربه فلم يجد فيه موضعا فضربه على كفّه. ولما بلغ به ما بلغ أحضره رزام كتابا يوهمه أنّ فيه رفائع على محمد بن خالد، وقد [1] جمع له رياح الناس، فلما اجتمعوا قال لهم رزام: أيها الناس إن الأمير أمرني أن أرفع على محمد بن خالد، وقد أحضرني [2] كتابا كلّ ما فيه باطل، وقد صدقت عما عندي، فأمر به فضرب مائة سوط وحبسه. فلم يزل محبوسا حتى غلب محمد بن عبد الله بن حسن بن علي على المدينة، فقتل رياحا وأطلق محمد بن خالد ورزاما كاتبه هذا.

- لما حلف محمد الأمين للمأمون في البيت الحرام، وهما وليّا عهد، طالبه جعفر بن يحيى بأن يقول: خذلني الله إن خذلته، فقال ذلك ثلاث مرّات.

قال الفضل بن الربيع، قال لي في ذلك الوقت عند خروجه من بيت الله: يا أبا العباس هو ذا أجد في نفسي أنّ أمري لا يتمّ، فقال له: ولم ذاك أعزّ الله الأمير؟

قال: لأني كنت أحلف وأنا أنوي الغدر، فقلت: سبحان الله في مثل هذا الموضع؟ فقال لي: هو ما قلت لك.

«42» - قال مسرور الكبير: دخلت على الرشيد بعد أن قتل جعفر بن يحيى، وقد خرج من مرقده وهو يريد الخلاء، فلما رآني أمر بكرسيّ فطرح وجلس عليه ثم قال: إني سائلك عن أمر فلا تطوّل عليّ فإني أريد الطهور [3] ، ولست أبرح أو تخبرني بما أسألك عنه، فقلت له: ليسأل أمير المؤمنين عما أحبّ، قال:

أخبرني عما وجدته من المال والجوهر للبرامكة، فقلت له: ما وجدت شيئا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015