الأشر، وإن تدبر عنّي لا أبكي عليها بكاء الخرف المهتر [1] ؛ ثم نزل.

116»

- قال المفضل الضبي: خرجت مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن فلما صار [2] بالمربد وقف على دار [3] سليمان بن عليّ، فأخرج له صبيّان من ولده فضمهما إليه وقال: هؤلاء والله منّا ونحن منهم، إلّا أن آباءهما فعلوا بنا وصنعوا، وذكر كلاما يعتدّ عليهم فيه بالإساءة، ثم توجه لوجهه وتمثل:

[من المنسرح]

مهلا بني عمنا ظلامتنا ... إنّ بنا سورة من القلق

لمثلكم تحمل السيوف ولا ... تغمز أحسابنا من الرفق

إني لأنمي إذا انتميت إلى ... عزّ عزيز ومعشر صدق

بيض سباط كأنّ أعينهم ... تكحل يوم الهياج بالزرق

فقلت: ما أفحل هذه الأبيات، فلمن هي؟ قال: لضرار بن الخطاب، قالها في يوم جزع [4] الخندق في اجتماع المشركين على رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله، وتمثّل بها عليّ عليه السلام يوم صفين، والحسين بن علي عليهما السلام يوم قتل، وزيد بن علي، ولحق القوم ثم مضى [5] إلى باخمرى، فلما قرب منها أتاه نعي أخيه محمد فتمثل: [من الكامل]

نبّئت أنّ بني ربيعة أجمعوا ... أمرا خلا لهم ليقتل خالدا

إن تقتلوني لا تصب أرماحكم ... ثأري ويسعى القوم سعيا جاهدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015