في هذا المعنى، فقال: أشجع الناس مصعب بن الزبير، جمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين وأمة الحميد بنت عبد الله بن عاصم، وولي العراقين، وزحف إلى الحرب فبذل له الأمان والحباء والولاية والعفو عما خلص في يده، فأبى قبول ذلك واطّرح كلّ ما كان مشغولا به من ماله وأهله وراء ظهره، وأقبل بسيفه يقاتل قدما، وما بقي معه إلا سبعة، حتى قتل كريما.

«1165» - وكان مصعب لما قدم الكوفة يسأل عن الحسين بن عليّ عليهما السلام وعن قتله، فجعل عروة بن المغيرة يحدثه عن ذلك، فقال متمثلا بقول سليمان بن قتة: [من الطويل]

إن الأولى بالطفّ من آل هاشم ... تأسّوا فسنّوا للكرام التأسيا

قال عروة: فعلمنا أن مصعبا لا يفرّ أبدا.

«1166» - وقال خلاد بن فروة [1] السدوسي: لما كان يوم السبخة حين عسكر الحجاج بازاء شبيب الشاري، قال له الناس: لو تنحيت أيها الأمير عن هذه السبخة فقال لهم: ما تنحّوني إليه والله أنتن، فهل ترك مصعب لكريم مفرّا؟ ثم تمثل بقول الكلحبة: [من الطويل]

إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوينا بالفتى أن تقطّعا

«1167» - حدث شيخ من أهل مكة قال: لما أتى عبد الله بن الزبير قتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015