كذا وكذا، والأسد لا يقدر على فتح مدينة.
«1156» - روي أن أبا محجن عبد الله بن حبيب الثقفي كان في من خرج مع سعد بن أبي وقّاص لحرب الفرس، وكان سعد يؤتى به شاربا فيتهدّده فيقول له: لست تاركها إلّا لله، فأمّا لقولك فلا، فأتي به يوم القادسية وقد شرب الخمر فأمر به إلى القيد، وكانت بسعد خراجة فلم يخرج إلى الناس يومئذ، واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، فلما اشتدّ القتال تلك الليلة صعد أبو محجن إلى سعد يستعفيه ويستقيله فزبره ورده، وأتى سلمى بنت أبي حفصة فقال لها: يا ابنة أبي حفصة هل لك إلى خير [1] ؟ قالت: وما ذاك؟
قال: تحلّين عني وتعيرينني البلقاء، فلّله [2]- علي- إن سلمني الله- أن أرجع إلى حضرتك [3]- حتى تضعي [4] رجلي في قيدي، فقالت: وما أنا وذاك؟ فرجع يرسف في قيوده ويقول: [من الطويل]
كفى حزنا أن تردي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا عليّ وثاقيا
إذا قمت عنّاني الحديد وأغلقت ... مصاريع من دوني تصمّ المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدا لا أخا ليا
وقد شفّ جسمي أنني كلّ شارق ... أعالج كبلا مصمتا قد برانيا
فلله درّي يوم أترك موثقا ... وتذهل عنّي أسرتي ورجاليا
حبيسا عن الحرب العوان وقد بدت ... وإعمال غيري يوم ذاك العواليا
فلله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألّا أزور الحوانيا