تحسّنت له بخلف من الآخرة التي قبّحها سوء النظر عنده، وما المغرور الذي ظفر من الدنيا بأعلى همّته كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى سهمته.
[162]- وقال: ربّ مستقبل يوما ليس بمستدبره، ومغبوط في أوّل ليله قامت بواكيه في آخره؛ كما قال الشاعر «1» : [من البسيط]
يا راقد الليل مسرورا بأوّله ... إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا
أنشد ذلك ابن السكيت، وتمام الشعر «2» :
أفنى القرون التي كانت مسلّطة ... مرّ الجديدين إقبالا وإدبارا
يا من يكابد دنيا لا مقام بها ... يمسي ويصبح في دنياه سيارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملك ... قد كان في الأرض نفّاعا وضرارا
[163]- وقال عليه السلام: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل، والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن، والطمأنينة إلى كلّ أحد قبل الاختبار عجز.
[164]- وقال لقائل قال بحضرته، استغفر الله: ثكلتك أمك، أتدري