الخيوط، ودقّق الدّروز، وقارب الغرز، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
يحشر الله الخياط الخائن وعليه قميص ورداء مما خاط وخان فيه، واحذر السقاطات فإن صاحب الثوب أحقّ بها، ولا تتخذ بها الأيادي تطلب بها المكافأة.
[146]- قال نافع بن أبي نعيم: كان أبو طالب يعطي عليا قدحا من لبن يصبّه على اللات، فكان عليّ يشرب اللبن ويبول على اللات، حتى سمن فأنكر ذلك أبو طالب حتى عرف القصة فولّى ذلك عقيلا.
[147]- نزل بالحسن بن علي ضيف فاستسلف درهما اشترى له به خبزا، واحتاج إلى الادام فطلب من قنبر أن يفتح له زقا من زقاق عسل جاءت من اليمن، فأخذ منه رطلا، فلما قعد علي رضي الله عنه ليقسمها، قال: يا قنبر قد حدث في هذا الزقّ «1» حدث، فقال: صدق فوك، وأخبره الخبر، فغضب وقال: عليّ به، فرفع عليه الدرة «2» ، فقال: بحقّ عمي جعفر، وكان إذا سئل بحقّ جعفر سكن، وقال: ما حملك على أن أخذت منه قبل القسمة؟
قال: إنّ لنا فيه حقا فإذا أعطيتناه رددناه، قال: فداك أبوك، وإن كان لك فيه حق فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم، لولا أني رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقبل ثنيّتيك لأوجعتك ضربا، ثم دفع إلى قنبر درهما وقال: اشتر به أجود عسل تقدر عليه، قال الراوي: فكأني أنظر إلى يدي عليّ على فم الزق وقنبر يقلب العسل فيه، ثم شدّه وجعل يبكي ويقول: اللهم اغفرها للحسن فإنه لم يعلم.