يكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب في المظالم فيراجعه فيها، فكتب إليه: يخيّل إليّ أنّي لو كتبت إليك أن تعطي لرجل شاة لكتبت إليّ: أضأن أم ماعز، ولو كتبت إليك باحداهما: لكتبت: أذكر أم أنثى، ولو كتبت إليك بإحداهما لكتبت: أصغير أم كبير، فإذا أتاك كتابي هذا فلا تراجعني فيها.
[1173]- وكتب أبو جعفر إلى سلم يأمره بهدم دور من خرج مع إبراهيم ابن عبد الله بن الحسن وعقر نخلهم، فكتب إليه: بأيّ ذلك نبدأ بالدور أم بالنخل؟ فكتب إليه أبو جعفر: أما بعد فإني لو أمرتك بإفساد تمرهم لكتبت تستأذن بأيّه تبدأ بالبرنيّ أو الشهريز؛ وعزله وولّى محمد بن سليمان مكانه.
[1174]- قال [أبو] عيسى بن المنجم: سمعت الصاحب يقول: ما أستأذن على فخر الدولة وهو في مجلس الأنس إلّا انتقل إلى مجلس الحشمة فيأذن لي فيه، وما أذكر أنه تبذّل بين يديّ وما مازحني قط إلّا مرة واحدة، فإنه قال لي في شجون الحديث: بلغني أنك تقول: المذهب الاعتزال والنيك نيك الرجال، فأظهرت الكراهية لانبساطه وقلت: بنا من الجدّ ما لا نفرغ معه إلى الهزل، وذهبت كالمغاضب، فما زال يعتذر إليّ مراسلة حتى عاودت مجلسه، ولم يعد بعدها لما يجري هذا المجرى.
[1175]- قال الوليد بن يزيد لابن ميّادة: من تركت عند نسائك؟
قال: رقيبين لا يخالفاني طرفة عين: الجوع والعري، فهذا البدويّ قد ساس النساء بما يليق بهن إما اضطرارا أو تدبيرا أو رأيا.