[1097]- شبب النّمريّ بزينب بنت يوسف أخت الحجاج، وله فيها أشعار وأخبار ليس هذا موضعها، فكتب إليه عبد الملك: قد بلغني ما قال هذا الخبيث، فإياك أن تقرّبه فتطمعه، أو تعاقبه فتصدقه، ولكن اله عنه وتناس أمره. وما أحسن ما لقنه السياسة في هذا المضيق.
[1098]- وقد فعل معاوية بأبي دهبل الجمحيّ لما شبّب بابنته مأثورا من السياسة أيضا. وكان أبو دهبل ألحّ على عاتكة بنت معاوية بالشعر حتى سارت الرواة بما قال فيها، فأشار عليه يزيد بقتله، فقال معاوية: أفّ لك، أنا أرشّحك للخلافة وأنت تشير بهذا الرأي، وإن عملت به حققت عليها قوله.
ثم حجّ معاوية فلما دخل عليه الناس أمر بالعطاء لهم، وفرّق فيهم الصلات وفيهم أبو دهبل، فلما أراد الخروج استعاده بعد خروج الناس، وقال له: مالي رأيت أبا خالد- يعني يزيد ابنه- متغيّظا عليك لأبيات لا تزال تأتي منك إلى حصاننا؟! فأسقط في يده وأنكر، فقال له معاوية: أما أنا فلا بأس عليك مني، ولكني أحذّرك يزيد فله سورة الشباب، ثم قال له: هل لك زوجة؟
قال: لا، قال: فأيّ بنات عمّك أحبّ إليك أزوجكها؟ قال: فلانة، فما برح حتى زوّجه إياها وساق مهرها من ماله، فحلف أبو دهبل ألا يذكر عاتكة في شعره أبدا. وله مع عاتكة هذه أخبار ليس هذا موضعها.
[1099]- لما ندب الفضل بن سهل طاهر بن الحسين للشخوص إلى الريّ عند حرب عليّ بن عيسى بن ماهان رآه متثاقلا فقال له: أمنيتك؟