الحديث فنعس المأمون، فقال الحسن: نعست يا أمير المؤمنين، ففتح المأمون عينه وقال: سوقيّ وربّ الكعبة، يا غلام خذ بيده.
ولولا أن يخرج الكتاب عن فنّه لذكرت من محاسن المأمون في أخباره وأفعاله ما يغني عن أخبار غيره، ولكني أورد من أخبار كلّ ذي أدب وسياسة طرفا.
[1095]- لما ولّى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان، قال له: إن أباك كفى أخاه عظيما، وقد استكفيتك صغيرا، فلا تتكلنّ على عذر مني، فإني قد اتكلت على كفاية منك، وإياك منّي قبل أن أقول إياي منك، فإن الظنّ إذا أخلف فيك أخلف منك، وأنت في أدنى حظّك فاطلب أقصاه، وقد أتعبك أبوك فلا تريحنّ نفسك، وكن لنفسك تكن لك، واذكر في يومك حديث غدك.
[1096]- بلغ عبد الملك بن مروان أنّ عاملا له قبل هدية، فسأله عن ذلك فقال: بلادك عامرة، وخراجك وافر، ورعيتك راضية؛ قال:
أخبرني عمّا سألتك، قال: قد قبلت، قال: لئن كنت قبلتها ولا تنوي لصاحبها مكافأة إنك للئيم، وإن كنت قبلتها لتستكفي رجلا عاجزا إنك لخائن، ولئن كنت قبلتها وأنت مضمر تعويض صاحبها لقد بسطت ألسن أهل عملك بالقدح فيك، وذلك جهل، وما في من أتى أمرا لم يخل فيه من لؤم وخيانة وجهل مصطنع؛ وعزله.