ولا زلت مطرودا عديما لناصر ... كما ليس لي من ظالميّ نصير

ثم قالت له: أمّا الدعوة فقد استجيبت، ثم كسرت جناحيه وأمرت ففعل به مثل ذلك، ثم غنّت الرابعة [1] : [من الطويل]

عشيّة ما لي حيلة غير أنّني ... بلقط الحصى والخطّ في الدار مولع

أخطّ وأمحو كلّ ما قد خططته ... بدمعي والغربان في الدار وقّع

ثم قالت لأخواتها: أيّ قتلة أقتله؟ فقلن لها: علّقيه برجليه وشدّي في رأسه شيئا ثقيلا حتى يموت. ففعلت به ذلك، ثم وضعن عيدانهنّ ودعون بالغداء، فأكلن ودعون بالشراب فشربن، وجعلن كلّما شربن قدحا شربن للصورة مثله، وأخذن عيدانهنّ يغنّين، فغنّت الأولى كأنّها تودّع [2] به: [من البسيط]

أبكى فراقهم عيني وأرّقها ... إنّ المحبّ على الأحباب بكّاء

ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم ... حتّى تفانوا وريب الدهر عدّاء

ثم غنّت الثانية [3] : [من الطويل]

أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر

لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذّعر

ثم غنّت الثالثة: [من الطويل]

سأبكي على ما فات منك صبابة ... وأندب أيام السّرور الذواهب

أحين دنا من كنت أرجو دنوّه ... رمتني عيون الناس من كلّ جانب

فأصبحت مرحوما وكنت محسّدا ... فصبرا على مكروه مرّ العواقب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015