أتت البشارة والنعيّ معا ... يا قرب مأتمها من العرس

ثم قالت الثانية: [من الكامل]

ذهب الزمان بأنس نفسي عنوة ... وبقيت فردا ليس لي من مؤنس

أودى بملك لو تفادى نفسها ... لفديتها ممّن أعزّ بأنفس

ظلّت تكلّمني كلاما مطمعا ... لم أسترب منه بشيء مؤيس

حتى إذ فتر اللسان وأصبحت ... للموت قد ذبلت ذبول النّرجس

وتسهّلت منها محاسن وجهها ... وعلا الأنين تحثّه بتنفّس

جعل الرجاء مطامعي يأسا كما ... قطع الرجاء صحيفة المتلمّس

ثم قالت الثلاثة: [من المنسرح]

جرت على عهدها الليالي ... وأحدثت بعدها أمور

فاعتضت بالناس منك صبرا ... فاعتدل اليأس والسرور

فلست أرجو ولست أخشى ... ما أحدثت بعدك الدهور

فليبلغ الدهر في مساتي ... فما عسى جهده يضير

ثم قالت الرابعة: [من البسيط]

علق نفيس من الدنيا فجعت به ... أفضى إليه الردى في حومة القدر

ويح المنايا أما تنفكّ أسهمها ... معلّقات بصدر القوس والوتر

يبلى الجديدان والأيام بالية ... والدهر يبلى وتبلى جدّة الحجر

ثم قمن فقلن بصوت واحد: [من الرجز المجزوء]

كنّا من المساعده ... كمثل نفس واحده

فمات نصف نفسي ... حتى ثوى في الرّمس

فما بقائي بعده ... وشطر نفسي عنده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015