درهم، فدفعها إليه فألقاه عليه. والصوت: [من الكامل]

طرقتك زينب والمزار بعيد ... بمنى ونحن معرّسون هجود

قال: وهو صوت كثير العمل، حلو النّغم، محكم الصنّعة، صحيح القسمة، حسن المقاطع. فأخذه وبكّر إلى إبراهيم بن المهديّ فقال له: قد أفقرني هذا الصوت وأغرى بي وبلاني بوجه يحيى المكيّ وشحذه وطلبه وشرهه. وحدّثه بالقصّة، فضحك إبراهيم وغنّاه إيّاه فقال: هذا وأبيك هو بعينه. فألقاه عليه حتى أخذه، وأخلف كلّ شيء أخذه منه يحيى وزاده خمسة آلاف درهم، وحمله على برذون أشهب فاره بسرجه ولجامه، فقال له: يا سيّدي، فغلامك زرزور المسكين قد تردّد إليه حتى ظلع، هب له شيئا. فأمر له بألف درهم.

«77» - روي أن إسحاق الموصليّ لمّا صنع صوته: [من الخفيف المجزوء]

قل لمن ظلّ عاتبا ... ونأى عنك جانبا

اتّصل خبره بإبراهيم بن المهديّ فكتب إليه يسأله عنه، فكتب إليه شعره وبسيطه ومجراه واصبعه وتجزئته وأقسامه ومخارج نغمه ومواضع مقاطعه ومقادير أدواره وأوزانه، فغنّاه إبراهيم ثم قال إسحاق: ثم لقيني فغنّى فيه ففضلني بحسن صوته.

78- وقال هبة الله بن إبراهيم بن المهديّ: كان يخاطبنا من داره بدجلة في الجانب الشرقيّ ونحن بالجانب الغربيّ بأمره ونهيه، فنسمعه وبيننا عرض دجلة، وما أجهد نفسه.

«78» أ- وقيل إن إبراهيم بن المهديّ غنّى عند الأمين وهو مشرف على حائر الوحش، فكانت الوحوش تصغي إليه وتمدّ أعناقها، ولا تزال تدنو حتى تضع رؤوسها على الدكان الذي كانوا عليه، فإذا سكت نفرت وبعدت، وكان الأمين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015