صغيرين نرعى البهم يا ليت أنّنا ... إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
فأراد أن يقول: حيّ على الصلاة، فقال: حيّ على البهم، حتى سمعه أهل مكة، فغدا يعتذر إليهم.
«4» - قيل إلتقى ابن سلمة الزّهريّ والأخضر الجدّيّ ببئر النضيخ، فقال ابن سلمة: هل لك في الاجتماع لنستمتع بك؟ فقال الأخضر: لقد كنت إلى ذلك مشتاقا، قال، فقعدا يتحدّثان، فمرّ بهما أبو السائب فقال: يا مطربي الحجاز، ألشيء كان اجتماعكما؟ فقالا: لغير موعد كان ذلك، أفتؤنسنا؟ قال: نعم.
فقعدوا يتحدّثون، فلما مضى بعض الليل قال الأخضر لابن سلمة: يا أبا الزهري [1] ، قد ابهارّ [2] الليل وساعدك القمر، فرجّع [3] بقهقهة ابن سريج وانصب [4] مغناك، فاندفع يغنّي: [من الطويل]
تجنّت بلا جرم وصدّت تغضبّا ... وقالت لتربيها مقالة عاتب
سيعلم هذا أنني بنت حرّة ... سأمنع نفسي من ظنون الكواذب
فقولي له عنّا تنحّ فإنّنا ... أبيّات فحش طاهرات المناسب
فجعل أبو السائب يزفن [5] ويقول: أبشر حبيبي فلأنت أفضل من شهداء قزوين! ثم قال ابن سلمة للأخضر: نعم المساعد على همّ الليل أنت، فوقّع بنوح ابن سريج ولا تعد مغناك، فاندفع يغنّي: [من الطويل]