«1126» - مرّ أبو نواس [ ... ] : [من الطويل]

وما مسّها نار سوى أنّ علجهم ... سعى في نواحي كرمها بسراج

فالتفت إليه وقال: ما له؟ أحرق الله قلبه كما أحرقها! «1127» - اجتمع محدّث ونصرانيّ في سفينة، فصبّ النصراني من زكرة كانت معه في مشربة، وشرب، وصبّ فيها وعرضها على المحدّث، فتناولها من غير فكر ولا مبالاة، فقال النصرانيّ: جعلت فداك، إنّما هو خمر، فقال: من أين علمت أنّها خمر؟ قال: اشتراها غلامي من يهوديّ وحلف أنّها خمر.

فشربها بالعجلة وقال للنصرانيّ: أنت أحمق؛ نحن أصحاب الحديث نضعّف سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، أفنصدّق نصرانيّا عن غلامه عن يهوديّ؟

والله ما شربتها إلا لضعف الإسناد.

1128- كان رجل يقول لوكيله: اشتر لي المطبوخ، وحلّف الخمّار على أنّه مطبوخ، فيأتي بالمطبوخ فيقول الرجل: ليس له صفاء ولا حسن، أريد أرقّ منه. فلا يزال يردّده حتى يأتيه بالخمر الصّرف، فيقول: أما استوثقت منه؟

فيقول: بلى، فيقول: ثقة والله وقد حجّ، ثم يقعد يشربه بقلب مطمئنّ.

1129- أخذ الطائف فتيانا يشربون ومعهم أعرابيّ، فأتى بهم الحجاج، فقال الأعرابيّ: والله ما كنّا في شرّ؛ قدّم هذا الكريم- عافاه الله- إلينا خبزا من لباب البرّ، ولحما من سمان الضّأن، وطيّبا من نبيذ السّعن [1] ، وعنده رجل معه خشبة يفرك أذنها فينطق جوفها، فبينا نحن على أحمد حال وأرضاها إذ وغل هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015