إنّ هذا لأهل أن يتّبع وأن ينصر. وبعث إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن ابعث إليّ من قبلك قوما يفهموننا الذي جئت به وتدعونا إليه.
وأما عمرو بن أمية فإنه لما عاد من المعركة لقي رجلين من بني عامر معهما عقد وجوار من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم يعلم بذلك عمرو. فنزلا معه في ظل فسألهما: من أنتما؟ فقالا: من بني عامر؛ فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما وهو يرى أن قد أصاب ثأره من بني عامر، فلما قدم عمرو على النبي صلّى الله عليه وسلّم أخبره الخبر، فقال له: لقد قتلت اثنين لأدينّهما، ثم قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: هذا عمل أبي براء، قد كنت لهذا كارها.
وقيل لعامر بن الطفيل: إنك إن أتيت محمدا صلّى الله عليه وسلّم أمنّك على ما صنعت، فأقبل هو وأربد وكان من شأنهما ما تقدّم ذكره.
. «1357» من أخبار العرب المشهورة المنافرة بين عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وعلقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب. وقد أكثرت الرواة فيها وأطالت، فأتيت منها بأخصر ما يكون ويمكن، وحذفت الفضول.
كان عامر بن الطفيل من أشهر فرسان العرب بأسا ونجدة حتى كان قيصر إذا قدم عليه قادم من العرب قال له: ما بينك وبين عامر بن الطفيل؟ فإن ذكر نسبا عظم عنده به حتى وفد عليه علقمة بن علاثة فانتسب له، فقال له: أنت ابن عمّ عامر، فغضب علقمة وقال: أراني لا أعرف إلا بعامر، وكان ذلك مما أوغر صدره ودعاه إلى المنافرة. وغزا عامر بن مالك ملاعب الأسنّة اليمن بقبائل من بني عامر، فرجع وقد ظفر وملأ يده، فلما صاروا إلى مأمنهم وأرادوا أن يتفرّقوا إلى محالهم خطبهم عامر فقال: إنّ الله قد أثرى عددكم وكثّر أموالكم وقد ظفرتم، ومن الناس البغي