اخيكم، ولا تعجلوا بقطع أسبابكم عن أسبابه ونزع أواخيه من أواخيكم، فعلى هذا عاشرتموه، وقديما ياسرتموه، أظننتموه يحول، وحسبتم حمقه يزول؟! ومنها:

فيقول سيدي أبو الفضائل المروزيّ بعد أن يحرّك الدّبّة ويهزّ المذبّة، سلوا عنه صديقه القديم، وحميمه الخبير به العليم حشابور، فهو يعرف من مخازيه ما لا يعدله شيء ولا يوازيه، وكفاه قوله: [الكامل المجزوء]

وربيبة زيّنتها ... فأتت كجارية ربيبه

وهي أبيات فيها سخف «1» . يغتابونني وهم لا يعلمون، كأنهم نسوا قول الله تعالى: وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ

(الشعراء: 226) . يا سيدنا أنا أقول وأفعل ولكن ما في قلبي شيء. وجملة الأمر وتفصيله أني كما قال أبو بصير، وسيدنا به عين البصير «2» : [من البسيط]

علقتها عرضا وعلقت رجلا ... غيري وعلق أخرى غيرها الرجل

[من المنسرح] :

قد عشقت محنتي فواحربا ... علجا غليظ القفا له عضل

وقد تبدّلت واتخذت فتى ... كالبدر فيه من مثلها بدل

مساعدا مسعفا يجود بما ... أطلب ما في خلاله بخل

لكنني للعفاف يقنعني ... كما علمت الحديث والقبل

وواحد واحد على عجل ... آخذه منه وهو مشتغل

(وهي طويلة وفيها هزل سخيف ألغي) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015