فكن مهديا لي فدتك النفوس ... بجودك مسكة أرماقها

نظائر صفرا غدت فتنة ... بلطف أنامل خلّاقها

فللسند صفرة ألوانها ... وللروم زرقة أحداقها

ومثل الأفاعي إذا الهبت ... حريقا مخافة درياقها

«45» - أهدى أبو العتاهية إلى الفضل بن الربيع وقد قدم من مكة نعلا وقد كتب على شراكها: [من الكامل المرفل]

نعل بعثت بها لتلبسها ... قدم بها تمشي إلى المجد

لو كان يصلح أن أشرّكها ... خدي جعلت شراكها خدي

فحملها الفضل إلى الأمين فقال: ما هذه يا عباسيّ قال: أهداها إليّ أبو العتاهية وكتب عليها بيتين شعرا، فكان أمير المؤمنين أولى بلبسها لما وصف به لابسها، فقال: ما هما؟ فقرأهما عليه، فقال: أجاد والله ما سبقه إلى هذا المعنى أحد، هبوا له عشرة آلاف درهم، فأخرجت إليه في بدرة.

46- أهدى أبو الخطاب الصابي إلى أبي إسحاق إبراهيم بن هليل [1] سكينا وكتب إليه: لو علمت يا سيدي أنك اليوم في دارك- عمرها الله وآنسها- لصرت إليك. وقد أنفذت السكين [2] وهي أمضى من القضاء المبرم، وأنفذ من القدر المتاح، وأقطع من ظبة الصّمصام، وأصرم من حدّ الحسام، وأشد ائتلاقا من البرق اللامع، وأنصع ضياء من الشهاب الثاقب؛ ثم هي مع ذاك أرشق قدّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015