يقرّب من قرّبت من ذي مودّة ... ويقصي الذي أقصيته ويهين

«969» - أراد الحسن الحجّ فطلب ثابت البنانيّ أن يصاحبه فقال: ويحك دعنا نتعايش بستر الله. إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت عليه.

«970» - قال المنصور: ما تلذّذت بشيء تلذّذي بمصادقة عمرو بن عبيد، ثم وليت هذا الأمر فهجرني، فوالله لساعة منه أحبّ إليّ مما أنا فيه. كنت إذا أعسرت ملأ قلبي بأنس القناعة، وإذا اغتممت آنسني بنيل الثواب.

«971» - ومن ظريف أفعال الإخوان ما روي عن ابن أبي عتيق أنّه جاء إلى الحسن والحسين ابني عليّ عليه السلام وعبد الله بن جعفر وجماعة من قريش فقال لهم: إنّ لي حاجة إلى رجل أخشى أن يردّني فيها، وإني أستعين بجاهكم وأموالكم عليه. قالوا: ذلك مبذول لك. فاجتمعوا ليوم وعدهم فيه، فمضى بهم إلى زوج لبني صاحبة قيس بن ذريح الكناني، (وكانت زوجته لما طلقها قيس، وكان قيس صديق ابن أبي عتيق) [1] . فلما رآهم أعظمهم وأكبر مصيرهم إليه فقالوا: قد جئناك في حاجة لابن أبي عتيق فقال: هي مقضيّة كائنة ما كانت.

قال ابن أبي عتيق: قد قضيتها كائنة ما كانت من أهل ومال وملك؟ قال: نعم، قال: تهب لي ولهم زوجتك لبنى وتطلّقها، قال: فأشهدكم أنها طالق ثلاثا.

فاستحيا القوم واعتذروا وقالوا: والله ما عرفنا حاجته، ولو علمنا أنها هذا ما سألناك إياه. وعوّضه الحسن من ذلك مائة ألف درهم، ولما انقضت عدّتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015