وأما نمير فشوكة مسمومة، وهامة مدمومة [1] ، وراية مرفوعة، وعزة ممنوعة. وأما هلال فاسم فخم، وعزّ ضخم. وأما بنو كلاب فعدد كثير، وحلم كبير، وقمر منير.
قال: لله أبوك، فما قولك في قريش؟ قالت: هم ذروة الإسلام وأصله، وبيانه وفصله، وسادة الأنام وفضله. قال: فما قولك في عليّ؟ قالت: جاز في الشرف حدّ الوصف، وما له غاية تعرف، وبالله أسألك إعفائي مما أتخوّف.
قال: فعلت، وأجازها.
«91» - قالت فهر [2] لأخت عمرو بن ذي الكلب: قد طلبنا أخاك، فقالت:
والله لئن طلبتموه [3] لتجدنّه منيعا، ولئن أردتموه لتجدنّه سريعا [4] . قالوا لها: فهذا سلبه. قالت: ولئن سلبتموه لما وجدتم حجزته جافية، ولا ضالته كافية، ولا نيّته وافية. ولربّ ضبّ منكم قد احترشه، ونهب منكم قد اقترشه، وثدي منكم قد افترشه.
قولها: ما وجدتم حجزته جافية أي كان خميص البطن، والحجزة التي تسميها العامة الحزة من السراويل والمئزر. وضالته يعني قوسا عملت من ضال، وهو السدر البري؛ وكافية: مكفوة أي معلومة. والنية هاهنا الغاية. وافية:
طويلة. تقول إنه يتعاهدها أي يستحد كثيرا مخافة أن يقتل. ويوسد فيغير إذا نظر إليه، وضب احترشه: أي رب رجل منكم صاده كما يحرش الضب ويؤخذ، واقترشه أي اكتسبه من التقرش وهو الاكتساب.