الملك، فقال هشام لفاطمة: صفي لي يا ابنة الحسين [1] ولدك من ابن عمّك، وصفي لنا ولدك من ابن عمنا؛ قال: فبدأت بولد الحسن فقالت: أما ولد الحسن: عبد الله فسيّدنا وشريفنا المطاع فينا، وأما الحسن فلساننا ومدرهنا. وأما إبراهيم فأشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه وسلم، إذا مشى تقلّع فلا يكاد عقباه يقعان على الأرض. وأمّا اللذان من ابن عمّك فإنّ محمدا جمالنا الذي نباهي به، والقاسم عارضتنا التي نمتنع بها، وأشبه الناس بأبي العاص ابن أمية عارضة ونفسا.
فقال: والله لقد أحسنت صفاتهم يا بنت حسين، ثم وثب؛ فجذبت سكينة بردائه وقالت: والله يا أحول لقد أصبحت تهكّم بنا. أما والله ما أبرزنا لك إلّا يوم الطفّ. قال: أنت امرأة كثيرة الشرّ.
«65» - قالت امرأة من بني نمير وقد حضرتها الوفاة وأهلها مجتمعون؛ من الذي يقول: [من الوافر]
لعمرك ما رماح بني نمير ... بطائشة الصدور ولا قصار
قالوا: زياد الأعجم. قالت: أشهدكم أنّ له الثلث من مالي، وكان كثيرا.
«66» - ذكر نسوة أزواجهن، فقالت إحداهن: زوجي عوني في الشدائد، والعائد دون كلّ عائد، إن غضبت عطف، وإن مرضت لطف. وقالت الأخرى: زوجي لما عناني كاف، ولما أسقمني شاف، عناقه كالخلد، ولا يملّ طول العهد. وقالت الأخرى: زوجي الشعار حين أصرد، والأنس حين أفرد، والسّكن حين أرقد.