أنّك لا تقدر على الهجاء، فقال: يا أمير المؤمنين، من قدر على تشييد الأبنية أمكنه تقويض الأخبية. قال: فما يمنعك منه؟ قال: إنّ لنا عزّا يمنعنا من أن نظلم، وإن لنا حلما يردعنا عن أن نهضم، فعلام الهجاء؟ قال: لكلامك أشعر من شعرك، فأيّ عزّ لك يمنعك من أن تظلم؟ قال: الأدب البارع والفهم الناصع. قال: فما الحلم الذي يردعك أن تظلم؟ قال: الأدب المستطرف والطبع التالد. قال: يا عجاج، لقد أصبحت حكيما. قال: ما يمنعني وأنا نجيّ أمير المؤمنين؟

«1108» - قال الحكم بن عبدل: [من الطويل]

وإني لأستغني فما أبطر الغنى ... وأعرض ميسوري لمن يبتغي قرضي

وأعسر أحيانا فتشتدّ عسرتي ... فأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي

ولست بذي وجهين في من عرفته ... ولا البخل فاعلم من سمائي ولا أرضي

1109- وفي ما يروى للوليد بن عبد الملك على أنه كان مشهورا باللحن:

[من الكامل]

ولقد قضيت وإن تجلّل لمتي ... شيب على رغم العدا لذّاتي

من كاعبات كالدّمى ومناصف ... ومراكب للصيد والنشوات

في فتية تأبى الهوان وجوههم ... شمّ الأنوف جحاجح سادات

إن يطلبوا بتراتهم يعطوا بها ... أو يطلبوا لا يدركوا بترات

«1110» - وقال أبو النجم العجلي: [من الكامل]

والخيل تسبح بالكماة كأنّها ... طير تمطّر في ظلال عماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015