(الحجرات: 4) ثم إن القوم أسلموا، وأقاموا عند النبيّ صلّى الله عليه وسلم يتعلّمون القرآن ويتفقهون في الدين. ثم أرادوا الخروج إلى بيوتهم فأعطاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكساهم وقال: أما بقي منكم أحد؟ وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم، فقال قيس بن عاصم، وهو من رهطه، وكان مشاحنا له: لم يبق منا إلا غلام حديث السنّ في ركابنا، فأعطاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم مثل ما أعطاهم.
«1106» - سابّ رجل من بني عبس عنترة بن شداد، فذكر سواده وسواد أمّه واخوته وعترته، فقال عنترة: والله إنّ الناس ليترافدون بالمطعم [1] ، فوالله لما حضرت مرفد الناس لا أنت ولا أبوك ولا جدّك قط. وإن الناس ليدعون إلى الفزع فما رأيناك في خيل قط ولا كنت إلا في أوائل النساء. وإن الّلبس- يعني الاختلاط- ليكون بيننا فما حضرت أنت ولا أحد من أهلك خطّة فصل قطّ.
وكنت فقعا بقرقر. ولو كنت في مرتبتك أو مغرسك الذي أنت فيه ثم ماجدتك لمجدتك، أو طاولتك لطلتك، ولو سألت أمّك وأباك هذا لأخبراك. وإني لأحضر الوغي، وأوفي المغنم، وأعفّ عند المسألة، وأجود بما ملكت، وأفصل الخطة الصّمعاء. فقال له الآخر: أنا أشعر منك، فقال له: ستعلم. وكان عنترة لا يقول من الشعر إلا البيت والبيتين في الحرب فقال قصيدته [2] : [من الكامل]
هل غادر الشّعراء من متردّم
وزعموا أنها أول قصيدة قالها، والعرب تسميها المذهبة.
«1107» - دخل العجاج على عبد الملك بن مروان فقال له: يا عجاج، بلغني