أبوك وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأمر بالصلاة غيره ثم أخذ الناس رجلا رجلا فلم يأخذوا اباك فيهم. ثم كان في أصحاب الشّورى فكلّ دفعه عنها: بايع عبد الرحمن عثمان، وقبلها عثمان، وحارب أباك طلحة والزبير ودعا سعدا إلى بيعته فأغلق بابه [1] دونه، ثم بايع معاوية بعده، وأفضى امر جدّك إلى أبيك الحسن، فسلّمه إلى معاوية بخرق ودراهم وأسلم في يديه شيعته، وخرج إلى المدينة فدفع الأمر إلى غير أهله، واخذ مالا من غير حلّه، فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه. فأما قولك إن الله اختار لك في الكفر [2] فجعل أباك أهون أهل النار عذابا فليس في الشرّ خيار ولا من عذاب الله هيّن، ولا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفتخر بالنار. وسترد فتعلم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)

(الشعراء: 227) . فأمّا قولك إنه لم تلدك العجم ولم تعرق فيك أمّهات الأولاد، وأنك أوسط بني هاشم نسبا وخيرهم أمّا وأبا، فقد رأيتك فخرت على بني هاشم طرا وقدّمت نفسك على من هو خير منك أوّلا وآخرا وأصلا وفصلا: فخرت على إبراهيم ابن رسول الله صلّى الله عليه وسلم [وعلى والده ولده] فانظر ويحك أين تكون من الله غدا. وما ولد فيكم مولود بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أفضل من عليّ بن الحسين وهو لأمّ ولد [ولقد كان خيرا من جدك حسن بن حسن؛ ثم ابنه محمد بن علي خير من أبيك، وجدته أم ولد] ثم ابنه جعفر بن محمد وهو خير منك.

ولقد علمت أن جدّك عليا حكّم حكمين وأعطاهما عهده وميثاقه على الرضى بما حكما به، فاجتمعا على خلعه، ثم خرج عمك الحسين بن عليّ على ابن مرجانة فكان الناس الذين معه عليه حتى قتلوه. ثم أتوا بكم على الأقتاب بغير أوطية كالسّبي المجلوب إلى الشام. ثم خرج منكم غير واحد فقتلكم بنو أمية وحرقوكم بالنيران وصلبوكم على جذوع النخل حتى خرجنا عليهم فأدركنا بثاركم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015