زاحمنا زاحمناه، ومن عادانا اصطلمناه. ثم أقبل خالد على إبراهيم فقال: ألك علم بلغة قومك؟ قال: نعم. قال: فما اسم العين؟ قال: الجحمة [1] . قال: فما اسم السن؟ قال: المبزم [2] . قال: فما اسم الأذن؟ قال: الصنّارة. قال: فما اسم الأصابع؟ قال: الشناتر. قال: فما اسم اللحية؟ قال: الزبّ. قال: فما اسم الذئب؟ قال: الكتع [3] ، ويقال الصّتع [4] . قال: أفعالم أنت بكتاب الله عزّ وجلّ؟

قال: نعم. قال: فان الله يقول: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)

(يوسف: 2) وقال: (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)

(الشعراء: 195) وقال (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ)

(إبراهيم: 4) فنحن العرب، والقرآن بلساننا نزل. ألم تر أن الله تعالى قال: (الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ)

(المائدة: 45) ولم يقل: الجحمة بالجحمة.

وقال تعالى: (السِّنَّ بِالسِّنِّ)

ولم يقل: المبزم بالمبزم. وقال: (الْأُذُنَ بِالْأُذُنِ)

(المائدة: 45) ولم يقل: الصنّارة بالصنارة. وقال: (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ)

(البقرة: 19) ولم يقل: شناترهم في صناراتهم. وقال: تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي)

(طه: 94) ولم يقل بزبي. وقال: (أَكَلَهُ الذِّئْبُ)

(يوسف: 14) ولم يقل: أكله الكتع. ثم قال خالد: إني أسألك عن أربع خصال، إن أقررت بهنّ قهرت، وان أنكرتهنّ كفرت. قال: ما هنّ؟ قال:

الرسول منا أو منكم؟ قال: منكم، قال: فالقرآن أنزل علينا أو عليكم؟ قال:

عليكم. قال: فالمنبر فينا أو فيكم؟ قال: فيكم. قال: فالبيت لنا أو لكم؟ قال:

لكم. قال: فاذهب فما كان بعد هؤلاء الخصال فهو لكم. فغلّب أبو العباس خالدا وحباهم جميعا. فقام خالد وهو يقول: ما أنتم إلا سائس قرد، أو دابغ جلد، أو ناسج برد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015