«261» - مرّ بعض أولاد المهلّب بمالك بن دينار وهو يخطر فقال: يا بنيّ لو خفضت بعض هذه الخيلاء، ألم يكن أحسن بك من هذه الشهرة التي قد شهرت بها نفسك؟ قال له الفتى: أو ما تعرف من أنا؟ قال له: بلى والله أعرفك معرفة جيدة، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك حامل عذرة. فأرخى الفتى ردنيه، وكفّ مما كان يفعله، وطأطأ رأسه ومضى مسترسلا.

«262» - قال محمد بن حازم: مرّ بي أحمد بن سعيد بن سلم [1] وأنا على بابي فلم يسلّم عليّ سلاما أرضاه، فكتبت رقعة وأتبعته بها فيها: [من السريع]

وباهليّ من بني واثل ... أفاد مالا بعد إفلاس

قطّب في وجهي خوف القرى ... تقطيب ضرغام لدى الباس

وأظهر التيه فتايهته ... تيه امرىء لم يشق بالياس

أعرته إعراض مستكبر ... في موكب مرّ بكنّاس

[العجب أفسد أمر خالد القسريّ]

«263» - بلغ خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسريّ من هشام بن عبد الملك محلّا رفيعا، فأفسد أمره العجب والكبر وأدّياه إلى الهلكة، وعذّب حتى مات: روي أنه التفت يوما إلى ابنه يزيد بن خالد وهو عند هشام فقال له: كيف بك يا بنيّ إذا احتاج إليك ولد أمير المؤمنين؟ فقال: أواسيهم ولو بقميصي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015