بالرجل من الكبر مع السخاء والعلم، فيا لها حسنة غطّت على عيبين عظيمين، ويا لها سيئة غطّت على حسنتين كبيرتين. ثم أومأ إليه بالجلوس وقال لي: احفظه يا أبا عبد الله فإنه أدب كبير أخذناه عن العلماء.
257- قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: [من الطويل]
كفى حزنا ألّا صديق ولا أخ ... ينال غنى إلّا تداخله كبر
وإلّا التوى أو ظنّ أنك دونه ... وتلك التي جلّت وما دونها صبر
«258» - وكان ابن ثوابة من أقبح الناس كبرا؛ روي أنه قال لغلامه: اسقني ماء، فقال: نعم، فقال: إنما يقول نعم من يقدر أن يقول لا، وأمر بصفعه.
ودعا أكّارا وكلمه، فلما فرغ دعا بماء وتمضمض استقذارا لمخاطبته.
«259» - قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: [من الطويل]
لقد جعلت تبدو شواكل منكما ... كأنكما بي موقران من الصخر
فمسّا تراب الأرض منها خلقتما ... ومنها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تعجبا أن تؤتيا فتكلما [1] ... فما حشي الأقوام شرّا من الكبر
«260» - قال أكثم بن صيفي: من أصاب حظّا من دنياه فأصاره ذلك إلى كبر وترفّع فقد أعلم أنه نال فوق ما يستحقّ، ومن تواضع وغادر الكبر فقد أعلم أنه نال دون ما يستحقّ.