فعرضت عليهم أن نخرج للوعظ في القهاوي، فاستغربوا ذلك وعجبوا منه وقالوا: إن أصحاب القهاوي لا يسمحون بذلك ويعارضون لأنه يعطل أشغالهم، وإن جمهور الجالسين على هذه المقاهي قوم منصرفون إلى ما هم فيه، وليس أثقل من الوعظ، فكيف نتحدث في الدين والأخلاق لقوم لا يفكرون إلا في اللهو الذي انصرفوا إليه؟ وكنت أخالفهم في هذه النظرة وأعتقد أن هذا الجمهور أكثر استعداد لسماع العظات من أي جمهور آخر، من جمهور المسجد نفسه؛ لأن هذا شيء طريف وجديد عليه، والعبرة بحسن اختيار الموضوع، فلا نتعرض لما يجرح شعورهم، وبطريقة العرض (?) فتعرض بأسلوب شائق جذاب، وبالوقت فلا يطيل عليهم القول.
وقد بدأ هذا الفريق بتجربته، وأخذوا بزيارة بعض المقاهي، ولقد كان شعور السامعين عجيباً، وكانوا ينصتون في إصغاء ويستمعون في شوق، ونحن سعداء بهذا النجاح)) (?).
وقد ألقى الإمام أكثر من عشرين خطبة في مقاهٍ متعددة استغرقت كل واحدة منها 5 - 10 دقائق، ثم استمر