أليست هذه الطريقة المذكورة هنا والطريقة التي ذكرها الأستاذ عبد البديع صغر قبلها أجدر على الداعية وأَعْوَدَ بالنفع عليه من عشرات المحاضرات في قيام الليل وتربية النفس؟ بلى والله، وإن هذا التدريب يحمل النفس على التجرد والثبات والتضحية، ويحملها على تحمل تبعات الدعوة.

وقد كان له في باب التدريب على الدعوة يدٌ طولى، وما سطره بيده خير شاهد على هذا إذ قال:

((فكرت إن أدعو إلى تكوين فئة من الطلاب الأزهريين وطلاب دار العلوم للتدريب على الوعظ والإرشاد في المساجد ثم في القهاوي والمجتمعات العامة، ثم تكوين منهم بعد ذلك جماعة تنتشر في القرى والريف والمدن الهامة لنشر الدعوة الإسلامية، وقرنت القول بالعمل، فدعوت لفيفاً من الأصدقاء للمشاركة في هذا المشروع والجليل ... كنا نجتمع في مساكن الطلاب في مسجد شيخون بالصليبة ونتذاكر جلال هذه المهمة وما تستلزمه من استعداد علميّ وعمليّ، وخصصت جزءاً من كتبي كالإحياء للغزالي وبعض كتب المناقب والسيَر لتكون مكتبة دورية خاصة بهؤلاء الإخوان، يستعيرون أجزاءها ويحضِّرون موضوع الخطب والمحاضرات منها.

وجاء الدور العمليّ بعد هذا الاستعداد العلميّ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015