ثم ذكر أن هناك برزخاً بين هؤلاء النفر من الدعاة وبين ((الخليط من التائهين والجانحين والجاهلين، فليس بين هؤلاء وأولئك أيّ تلاقٍ على صعيد دعوة أو نقاش أو حوار، بل بوسعك أن ترى بدلاً من ذلك فئاتٍ شتى من أصحاب المذاهب والأفكار الهدامة يتغلغلون بين خليط هؤلاء التائهين والجهال ... فيجلسون إليهم ويؤانسونهم، ثم يبثُّون في أفكارهم عوامل الشبهات والريب، ثم يسعون إلى إحلال أفكارهم ومذاهبهم الباطلة محلَّ قناعاتهم الدينية التقليدية، وذلك بأساليبَ شتى من الحوار والنقاش ... ))
ثم ذكر أنه ((مهما كانت الأعمال التي ينهض بها هؤلاء الإسلاميون صالحة ومفيدة فإنها لا تقوم مقام واجب تعريف الناس بالإسلام ودعوتهم إليه قَطّ ... )) (?)
وبيَّن أنه ((لو أن رجال الدعوة الإسلامية في مجتمعاتنا تواجهوا إلى حشود هؤلاء التائهين يلقونهم في أنديتهم وأسواقهم، أو مدارسهم وجامعاتهم، يبصِّرونهم بحقائق هذا الدين، ويحاورونهم في إزالة شبهاته، تَحدُوْهم إلى ذلك (?) نوازع الإخلاص لوجه الله والشفقة على عباد الله، إذاً لا ستأنس أولئك بهم وركنوا إليهم، ثم أصغوا