((إن كلمة (الدعوة) تدل على معنى لا يتحقق إلا من خلال طرفين اثنين: داعٍ يرشد ويبين ويدعو، ومدعوّ ينطق واقعه بالحاجة لمن يرشده ويبيِّن له الحق ويأخذ بيده لينهضه من عثراته الفكرية، ويحرره مما علق به من شبهات وأوهام.

أي أن عملية الدعوة إلى الله لا يمكن أن تتم من خلال نشاط يدور في نطاق طرف واحد، بل لا بد لتحققها من أن يسري هذا النشاط ما بين طرفين اثنين: طرف يرشد ويحاور ويعلِّم، وطرف آخر يتلقى ويتعلَّم ويتجاذب مع الطرف الأول زمامَ النقاش والحوار ...

وأعتقد أن فينا من يقول: إن هذا شيء بدهيّ، ولعل أحداً لا يحتاج إلى بيانه أو تأكيده.

وأقول: أما إنه بدهيٌّ فنعم، وأما إن أحداً لا يحتاج إلى التنبه إليه فإن الواقع- ويا للأسف - لا يؤيد ذلك ... )).

ثم أخذ في تقرير أن أكثر الدعاة يمارسون أنشطة قد لا تمت إلى واقع الناس بصلة، أو ليس فيها خلطة بجماهير الناس لأجل هدايتهم وإرشادهم.

وعلى أن كلامه - في تقريره الأخير هذا - فيه تعميم وبعضٌ من الخلط، لكنه ينطبق في بعض جوانبه على واقع كثير ممن يُطلق عليهم دعاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015