وأما قوله: إن مالكًا [رحمه الله] التزم مثل هذا، حيث جوز لأهل الإيالة القتل في التهم العظيمة. وهذا الذي ذكره عن مالك، لم يقف عليه، ولا يعترف به أصحابه، وإن قال ذلك، فله وجه ممكن من الصواب، وذلك إذا كثر أهل الفساد، واستولوا على العباد والبلاد، وخرجوا على أهل الحق، ودعوا إلى الباطل، فإنهم يقاتلون ليرجعوا، فإن استمروا، ولم يقدر على دفع شرهم إلا بقتلهم قتلوا. سئل عمر بن عبد العزيز [رحمه الله] عن القدرية، قال: "أرى أن يُدعوا غلى السنة والجماعة، فإن أبوا قتلوا". قال مالك [رحمه الله]: "وهو رأيي فيهم". وقد قاتل الأئمة في أزمنة الفتنة، دفعًا للفساد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015