(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا (109/ ب) ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله). [وقال تعالى]: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}. والمعاني الناجزة في الزكاة ظاهرة.
وفيها مصالح ترجع إلى المعطي [والآخذ]، أما الآخذ فسد خلته، ودفع حاجته، وتفريغ [قلبه] لعبادة ربه، والتعاون على دفع الأعداء، ومقصود الجهاد الذي ترجع منفعته إلى جميع أهل الإسلام، وتخليص الرقاب من الرق إلى الحرية. وقد أرشد تعدد المصارف إلى هذه الجهات، وقضاء دين [المدين]، وإعطاء ابن السبيل المحتاج. وهذه أمور لا تنكر. وفيه أيضا سقوط وجوب المواساة عن ذوي اليسار، [إذ] حصل بالزكاة سد خلة المحتاج.
وأما ما يرجع إلى المعطي، فالطهارة من رذيلة البخل، فإن الإنسان إذا اعتاد الإمساك، استولى الشح على قلبه، واستأنس بإمساك المال، فلا تهون على النفس مفارقته. وإذا اعتاد إخراج الزكاة، كان ذلك سببًا لتعود البذل، والنفس [بما] عودتها [تعودت]، وقد قال الشاعر: