يثبت العموم للخطاب في هذه الصورة. ثم الظاهر أنه أراد سؤال العوام للعلماء، ولهذا قال: {إن كنتم لا تعلمون}. أما من هو قادر على علم المسألة، فهو بمثابة المسؤول. وسياق الآية يرشد إلى فرق بين السائل والمسؤول.
وأما قوله: [{ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم}]، فيحتمل أن يكون المراد بأولي الأمر: الأمراء، فيكون الخطاب متوجها إلى الرعية، أي في الانقياد والطاعة، وبذل النصيحة، وعدم الخروج على الأئمة. وإن كان المراد بأولي الأمر: العلماء، فيكون ذلك خطابا للعوام الذين لا يدرون الشرع، ولا يعرفون طرق الاستنباط، فهؤلاء يلزمهم مراجعة جميع العلماء. إذ ليس لهم آلة هذا الشأن.
وقد جاءت عمومات تعارض هذه، وهي أقوى منها، كقوله تعالى: {فاعتبروا يأولي الأبصار}. وقوله تعالى: {لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. وقوله {أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها}. فهذا أمر [بالتدبر] والاستنباط والاعتبار، وليس خطابا على العوام، فلم يبق مخاطبا إلا العلماء، والمقلد تارك [للتدبر] والاعتبار والاستنباط. وكذلك قوله تعالى: {[اتبعوا]