الأسباب. ولا يظن أن ذلك لأجل المناسبة، بل لأجل [ظاهر اللغة ومقتضى اللسان]. حتى يقول في قوله: (من مس ذكره فليتوضأ). أن سبب الوضوء مس الذكر. وكذلك إذا قال: (من أكل شيئًا [مسته] النار فليتوضأ). فإن هذا يرجع إلى نفس الربط بالفاء.
وقد كنا قدمنا في هذا الكلام على [معاني] الحروف. [وذكرنا] هناك أن (الفاء) لها وجهان: أحدهما -العطف. والثاني -التسبب. فإذا انحسمت جهة العطف، تعين التسبيب. والذي يمنع جهة العطف، أن يكون متى قدرت عاطفة، اختل الكلام وخرج عن الفائدة. [وهو] كقوله: (من أحيا أرضًا ميتة فهي له). لا تصح أن تكون عاطفة. إذ لو كانت عاطفة، لنقصت