قالوا: قال الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا}. والوسط: العدل. وقال تعالى: {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس}. فكيف يصح مع هذا أن يتفقوا على الخطأ والباطل؟ وقوله: {وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله}. مفهومه: أن ما اتفقتم عليه، فهو حق. وقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعًا}، [وقوله: ]} ولا تنازعوا .. }. كل هذه الآيات تدل على أن في الموافقة الصواب، وعند المخالفة يمكن الخطأ.

وهذه الآي ضعيفة الدلالة، سيقت لأغراض أخر، ليست مما نحن فيه بسبيل. وهي تشير إلى تشريف هذه الأمة، وذلك لا ينكر. أما الإصابة على العموم، فلا يلزم من ذلك على حال. فإن خيار الصحابة كالمهاجرين الأولين أفضل هذه الأمة، ولا تتحقق العصمة لكل واحد منهم على انفراده، فما المانع من أن يقال بذلك في حق الأمة؟ فإذًا ليس في الآيات ما يناسب ما نحن فيه إلا الآية الأولى. وقد بينا ما فيها من دقائق الكلام.

قال الإمام: ([وإن] تمسك مثبتو الإجماع بما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -) إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015