فلو كانت القراءة على هذه الجهة متواترة، كيف يحتج على القراءة المتواترة بخبر [الواحد] وروي على الموافقة؟
ولم ينقل جهات قراءة نافع عنه إلا ورش وقالون. وكذلك رواية أبي عمرو نقلها السوسي والدوري. وانفرد كل واحد من هؤلاء الرواة بوجوه من الحركات والإعراب، ولم يشاركه الآخر فيها.
هذا (ورش) مع روايته عن (نافع) يخالفه (قالون) في أمور كثيرة من الحركات والسكتات والهمز وغيره. دل هذا على أن القوم راعوا خط المصحف مع ما تسوغه العربية، مع صحة الإسناد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان على طريق الآحاد.
فإن قيل: فقد يختلفون في الحرف الواحد، كقوله تعالى في رواية: {سارعوا} وفي الأخرى} وسارعوا}. فما وجه ذلك؟ قلنا: يحتمل أمرين: