الرسول - عليه السلام - القراءة على جهات متعددة، مما يسوغ في العربية، ويذهبون في البلاد، فيقرئ كل صاحب أهل بلدة على حسب ما سمع من الرسول - عليه السلام -. فلما كتب المصحف، ولم يتعرض فيه للضبط بالنقط على حال، اكتفي بما في طباع العرب من الفصاحة، قرأ كل قوم على حسب ما كانوا قرأوه على الصاحب الذي كان عندهم.
والدليل على ذلك: ما رواه مالك وغيره: (أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سمع [هشام بن حكيم بن حزام] يقرأ سورة الفرقان على غير ما يقرأها، وكان عمر قرأها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عمر: فكدت أعجل عليه، ثم أمهلته فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت له: فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأنيها على غير ذلك. فلببته برادئه، ثم أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله هذا يقرأ سورة (الفرقان) على غير ما أقرأتنيها. فقال: أرسله. قال: إقرأ [يا هشام]، فقرأ. فقال: هكذا أنزلت. ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت. فقال: هكذا