الحقيقة، فلا معنى لاطراح أقوالهم بالكلية:

(مسألة: إذا قال الصحابي: من السنة كذا، فقد تردد فيه العلماء)

قال الإمام: (مسألة: إذا قال الصحابي: من السنة كذا، فقد تردد فيه العلماء) إلى قوله (ويلتحق الآن بذلك مسائل). قال الشيخ: ينبغي ههنا أن نتكلم على مراتب نقل الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبيان تفاوتها، وموضع الوفاق والخلاف، وهي على خمس مراتب:

الأولى: وهي أعلاها أن يقول الصحابي: أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو حدثني، أو شافهني، أو سمعته يقول. فهذا هو الأصل في الرواية: (نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها [فأداها] كما سمعها). فلا يتطرق إلى هذا شيء أصلاً، إلا احتمال الكذب سهوًا أو عمدًا، وهو معرض عنه بالإجماع، للأدلة الدالة على وجوب العمل عند أخبار الآحاد، ولا ينفك شيء منها عن هذا الاحتمال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015