والثاني- إسناد الإخبار إلى محسوس، فإذا حصلا، فلابد من حصول العلم.

وقد نازع في ذلك أبو حامد وقال: يصح [أن] يحصل العلم [إن] كانوا صادقين، وقرره بأن قال: يجوز أن يكون سبب العلم عند كثرة المخبرين ما يجده العاقل في نفسه [من] أن هؤلاء [مع] كثرتهم لا يحملهم على الكذب حامل إذا أخبروا، ثم يصدق أنهم أخبروا، فيحصل العلم، فإذا ظهر كون [السيف] حاملا مثلا، فقد فاتت إحدى مقدمتي السبر، [فيفوت] العلم. وهذا باطل، فإن سامع الخبر لا يخطر بباله ما ذكر من [اختصار] المقدمات، [وقد] يسمع ذلك من لا [يحسن] نظم المقدمات، ولا تلقي النتيجة منها، والعلم يحصل.

قال [جوابا] عن هذا: لابد من حصول هذه المقدمات في النفس معلومة، ولكن قد لا يشعر الإنسان بها، ولا بتوسطها، ولا بترتيب العلم عليها، فإن الشعور بالشيء، غير الشعور بالشعور. وهذا قريب من السفسطة، وهو أيضًا مفضي إلى الاسترسال [إلى] ما لا يتناهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015